مسقط: في خطوة هامة نحو تعزيز التعاون الاقتصادي بين سلطنة عُمان والمملكة الأردنية الهاشمية، نظمت شراكة، الشركة الرائدة في تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في سلطنة عُمان، بالتعاون مع المؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية، ندوة إلكترونية متخصصة بعنوان “تعزيز العلاقات التجارية بين سلطنة عُمان والمملكة الأردنية الهاشمية”. شهدت هذه الندوة، التي عُقدت باستخدام تطبيق مؤتمرات الفيديو عبر الإنترنت زووم، حضورًا واسعًا من رواد الأعمال ومُلّاك المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وممثلي القطاعين العام والخاص في البلدين.
جاءت هذه الندوة في إطار تفعيل مذكرة التفاهم التي وقعتها شراكة والمؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية في وقت سابق بهدف تعزيز التجارة الثنائية وتحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين.
ركزت الندوة على بحث سبل تسهيل التبادل التجاري، ومواجهة التحديات التي تواجه القطاع الخاص، إلى جانب فهم السياسات التجارية واللوائح التنظيمية ومعايير الامتثال المعمول بها. كما سلّطت الضوء على فرص الاستثمار الواعدة في القطاعات الناشئة، وتحليل الاتجاهات السائدة في الأسواق وسلوك المستهلكين في سلطنة عُمان والأردن.
تعليقًا على ذلك، قال الفاضل علي بن أحمد مقيبل، الرئيس التنفيذي لشراكة: “تجسّد هذه المبادرة التزامنا الراسخ بإقامة شراكات دولية هامة تدعم نمو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتساهم في تحقيق التنوع الاقتصادي. فمن خلال فتح قنوات للحوار بين أصحاب الشأن من الجانبين، يمكننا وضع أساس قوي لاقتصاد إقليمي أكثر تكاملًا ومرونةً وازدهارًا.”
افتُتحت الندوة بكلمة ترحيبية كشفت عن روح التعاون والتفاهم التي سادت هذا اليوم، تلاها عرض تقديمي للفاضل عبد الرحيم الحياري، من وزارة الصناعة والتجارة والتموين الأردنية، استعرض من خلاله الاتفاقيات الثنائية الحالية، مسلطًا الضوء على الوضع التجاري الراهن وآفاق تعزيز التعاون المستقبلي بين البلدين.
وبعد ذلك، قدّمت الرائد هديل الهباهبة والنقيب فؤاد شلباية، من الجمارك الأردنية، عرضًا مشتركًا تناول الجوانب الأساسية للأنظمة والإجراءات الجمركية المعمول بها وتأثيرها على التجارة الدولية، إلى جانب أهم المستجدات في آليات تقييم المخاطر التي طُوّرت بغرض تسريع حركة البضائع.
وفيما يتعلق بالمواصفات والمعايير، قدم المهندس أسامة الدحيات من مؤسسة المواصفات والمقاييس الأردنية، عرضًا هامًا تناول من خلاله المعايير الفنية، وإجراءات الفحص المختبري، ومتطلبات شهادات المطابقة التي تُعد ضرورية لتعزيز الثقة والشفافية في التعاملات التجارية بين البلدين.
شهدت الندوة مشاركة مميزة من عدد من القيادات البارزة من القطاع الخاص الأردني، من بينهم محمد السرابي من شركة بيت التصدير، وحسين شريم من غرفة التجارة الأردنية، والمهندس ليث الدحيات من غرفة الصناعة الأردنية، حيث سلطت آرائهم الضوء على التحديات التي يواجهها القطاع على أرض الواقع والفرص المتاحة لتحقيق النمو والتعاون، ما ساهم في إثراء النقاش.
واختُتمت الندوة بجلسة حوارية بنّاءة تبادل خلالها المشاركون وجهات النظر، وطرحوا تساؤلات جوهرية، وبحثوا حلول عملية لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين. وقد أشاد المشاركون بأهمية طرح المبادرة في هذا الوقت بالذات، واصفين إياها بأنها نموذجًا ناجحًا للتكامل العربي الذي يهدف إلى دعم منظومة ريادة الأعمال وجهود تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.