مسقط: في إطار جهودهما المشتركة لتمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ودعم منظومة ريادة الأعمال في سلطنة عُمان بما يتماشى مع تطلعات رؤية عُمان 2040، احتفلت الشركـة الوطنية للتمويل، متمثلة في جناح المسؤولية الإجتماعية التابع لها “امتداد”، وشراكة بتخريج 8 مؤسسات عمانية واعدة ضمن برنامج “تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة” في نسخته الرابعة لعام 2025، فيما يعد إنجازًا جديدًا يُضاف لسجل البرنامج الحافل.
يأتي هذا البرنامج، الذي دُشن في عام 2021، بمثابة فصل جديد من شراكة ممتدة بين الجانبين تُوّجت بمبادرات وطنية بدأت منذ عام 2017، أبرزها ورش «احسبها صح». ويلتزم البرنامج بتقديم دعم شامل للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في جميع أنحاء سلطنة عُمان، من خلال تزويدها بتقييمات الأداء والأدوات والمعارف الضرورية، إلى جانب تنظيم برامج تدريبية تركز على التحديات التشغيلية التي تواجهها هذه المؤسسات.
تضم دفعة هذا العام ثماني مؤسسات واعدة من قطاعات متنوعة، وهي: بيزة، وإتقان للكهرباء، والإكسير للاستثمار، ومانجا كيتشن، والفنة الهندسية، وحدائق البان، والأهداف للخدمات العقارية، وحضانة واحة الأطفال.
تضمن البرنامج العديد من الورش هذا العام، أبرزها ورشة «زاد الرواد» التي امتدت على مدار يومين، والتي أتاحت للمشاركين خوض تجارب محاكاة تتناول موضوعات مثل استراتيجيات التسعير، والتنبؤ بالمبيعات، والتخطيط التشغيلي، وتحليل التكاليف، وتطوير الخطط التسويقية. كما تضمن البرنامج ثلاث جلسات تدريبية في مجالات التسويق، والإدارة المالية وتخطيط التدفقات النقدية، والذكاء الاصطناعي والتسويق الرقمي، بما يتماشى مع حاجة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لمواكبة التحولات التقنية في عالم الأعمال.
يعتمد البرنامج على أداة قياس أداء الأعمال (BPMT)، وهي أداءة تشخيصية معتمدة طورتها شراكة لتقييم المؤسسات في تسعة مجالات أساسية تدعم النمو المستدام. وفي ضوء نتائج هذا التقييم، يحصل المشاركون على خطط تطوير صُممت لهم خصيصًا لمساعدتهم على رفع الكفاءة التشغيلية، وتحسين التخطيط المالي، وإعداد الميزانيات، وتنفيذ استراتيجيات تسويقية فعالة. وبفضل هذا الدعم الشامل، اكتسب المستفيدون من البرنامج المهارات والمعارف الضرورية لتوسيع أعمالهم وتعزيز قدرتهم على المنافسة في السوق.
أوضـح الفاضل طارق بن سليمان الفارسي، الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية للتمويل، أن برنامج “تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة” يعكـس التزامنا المشترك بدعم رواد الأعمال من خلال تزويدهم بالمعارف والأدوات الضرورية لتعزيز قدراتهم التنافسية. وأضـاف أن البرنامج يواصـل تطوره عامًا بعد عام، حيث ركزت نسخته لهذا العام على ترسيخ مفاهيم الابتكار والإرشاد والتوجيه المنهجي. وأكـدأن دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يعد محورًا أساسيًا في استراتيجية المسؤولية الاجتماعية للشركة، بما يتوافق مع مستهدفات رؤية عُمان 2040.”
ومن جانبه، أضاف علي بن أحمد مقيبل، الرئيس التنفيذي لشراكة: ” صُمم البرنامج لمساعدة رواد الأعمال على التغلب على التحديات التي تواجههم من خلال نهج يستخدم أدوات تقييم معتمدة وأسلوب تعلم قائم على المحاكاة، واستشارات متخصصة. ويسعدنا أن البرنامج تضمن محاور جديدة هذا العام، مثل الذكاء الاصطناعي والتسويق الرقمي، بما يضمن تمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من الاستعداد للمستقبل، ونتطلع إلى توسيع نطاق جمهورنا المستهدف من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في جميع أنحاء سلطنة عُمان.”
شهد حفل التخرج حضور الشركاء والمستفيدين وعدد من المعنيين بمنظومة ريادة الأعمال وسط أجواء ملهمة، وتضمّنت هذه الفعالية المبهرة كلمة افتتاحية من شراكة، وعرض مرئي يلخص أبرز محطات البرنامج وإنجازات المشاركين، كما استعرض المشاركون تجاربهم خلال رحلة النمو، لافتين إلى أهمية الأدوات والتوجيهات التي حصلوا عليها خلال البرنامج. وبعد ذلك، ألـقت صاحبة السمو السيدة وسام آل سعيـد، رئيس التسويق والتواصل المؤسسي والاستدامة ممثلةً عن الشركة الوطنية للتمويل، كلمة أبرزت فيها التوجه الاستراتيجـي للشركة في دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسـطة، مشيـدة بالتزام الخريجين وإنجازاتهم الاستثنائيـة قبل تسليمهم الشهادات. واختُتم الحفل بتقديم هدية تذكارية لراعي الحفل والتقاط الصور الجماعية، أعقبها دعوة المشاركين لجولة في معرض لمشاريع الخريجين.
تؤكد نسخة هذا العام من البرنامج على أهمية التعاون الاستراتيجي ومبادرات بناء القدرات في تحقيق نقلة نوعية في قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. ويواصل البرنامج إسهامه في دعم الاقتصاد العماني، حيث تخطط الشركة الوطنية للتمويل وشراكة إلى تمكين ودعم 1000 مؤسسة صغيرة ومتوسطة بحلول عام 2030.